عاجل
أخبار مصرأهم الأخبارثقافة وفنون

“مصر تتحدي الأزمات” بـ 60 لوحة فنية بدار الأوبرا

القاهرة : أحمد النحاس

اختتمت فعاليات معرض “مصر تتحدى الأزمات” – المعرض السنوي السابع للجمعية المصرية لفنون الأرابيسك والمشربية- ، التي انطلقت الخميس الماضي، بمشاركة أكثر من 30 فنانا وفنانة، وذلك بقاعة زياد بكير بالمكتبة الموسيقية بدار الأوبرا المصرية. يعرض المشاركون نحو 60 لوحة من التصوير الضوئي، الرسم الزيتى، الجرافيك، النحت، الخزف، والطبع على المنسوجات، تعبر عن الأزمات والكوارث التى واجهت مصر وأظهرت معدن الشعب الأصيل في مواجهتها.

من جانبه أبدي د. محمد حلمي الديب – رئيس الجمعية المصرية لفنون الأرابيسك والمشربية سعادته البالغة بنجاح المعرض، مشيرا إلي أن المشاركين في المعرض تخرجوا في كليات مختلفة من كليات الفنون الجميلة والتطبيقية وغيرها من جميع الجامعات المصرية، وتتنوع أعمالهم ما بين كولاج لخزف ونحت وطبع على المنسوجات وتصوير فوتوغرافي ورسم زيتي، وأن الفنان المشارك استوعب معنى الأزمة التي هي خلل في نظام أو في مواجهة لم يتم الإعداد لها وأدت لكارثة أو ارتباك، حيث عبر عنها كمواطن مصري تأثر بتلك الأزمات، ونحن الآن نواجه عدد منها مثل: أزمة سد النهضة، أزمة كورونا المستجد، أزمة التوغل التركي في الأراضي الليبية، أزمة العشوائيات. وأشاد رئيس الجمعية بالمواقف البطولية للقوات المسلحة وللرئيس عبد الفتاح السيسي في التنسيق الجيد لمواجهة التوغل التركي في ليبيا، حيث التعاون مع القبائل الليبية وإشراك الأمم المتحدة كنوع من الحل، كما أشاد بدور الحكومة وخططها في تنفيذ مشروع الأسمرات لمواجهة العشوائيات لأنه هذه الأخيرة يبقى ورائها ارتكاب الجرائم وترويج المخدرات وغير ذلك.

وأوضح ” الديب” أنه عندما نتاول الأزمة في أي عمل فني أو أدبي، أو في أي منتج إبداعي وصحفي، وإعلامي، من المهم ندرك أن الأزمة عبارة عن خلل يؤثر تأثيرا ماديا على المجتمع والنظام كله كما انه يهدد الافتراضات الرئيسية التى يقوم عليها هذا النظام، ويؤثر على سلوكيات البشر وانطباعاتهم، وردود فعلهم، وفقا لحجم تأثير الأزمة على عناصر الحياة، ووفقا لهذا المفهوم من المهم جدا ننظر للأزمات عند تناولها من منظور عام، أو من خلال القضايا التشابكية معها، حتى لا نقع في تناول سطحي، دون أن ندرك حجم الخطر الحقيق لكل أزمة، على غرار العلاقة بين الرجل والمرأة ودورها في المجتمع، وكذلك إثارة الفتن بين المسيحيين والمسلمين،، والذين يلعبون بالنار في هذه القضية ودور الجولة في وأد مثل تلك الأزمات، بخلافتنول قضايا أخرى مثل تعامل مصر مع نهر النهر كشريان حياة، وغير ذلك من القضايا التي يممن أن تتصل بالأمن القومي والإجتماعي، والأزمات المستجدة مثل الأوبئة .

واستطرد ” الديب” إنه من المتفق عليه فإن وجود الأزمة مرهون بتعرض النظام والمجتمع كله للتأثير الشديد إلى الحد الذى تختل معه وحدته بالكامل، وأن تصبح الافتراضات والمسلمات التى يؤمن بها أعضاء المنظمة موضعا للتحدى لدرجة انه يظهر لهم بطلان هذه الافتراضات أو تجعلهم يلجأون إلى أساليب دفاعية تجاه هذه الافتراضـات وعلينا أن ندرك بشكل جيد أن الأزمات فى جوهرها تهديد مباشر وصريح لبقاء المنظمة واستمرارها ولكيانها .

مؤكدا أن من مهام المبدع بشكل عام، أي كان نوع الإبداع، دعم ومساندة الدولة في إدارة الأزمات، والتعريف بها، وتوعية المجتمع، والتعبير عنها بكل الأشكال، تعزيز للدور الإيجابي المبدع في المجتمع. ومن الأمور المهمة التي يجب مراعاتها في التعامل مع الأزمات تقدير الامور ذات الصلة بطبيعة كل أزمة وتحديد اتجاهات الحركة البديلة ووضع تصور للسيناريوهات الممكنة لتطور الأحداث ثم اتخاذ القرارات والمسارات الكفيلة بالسيطرة على الموقف مع الاستعداد للتغيير عند الحاجة ، ومن هنا يأتي مغهوم “إدارة الأزمات” للتحكم فى مساراتها واتجاهاتها ، بإدارة علمية رشيدة تقوم على البحث والحصول على المعلومات والمعرفة واستخدام المعلومات المناسبة كأساس للقرار المناسب وهى إدارة تقوم على التخطيط والتنظيم والرقابة والبعد عن الارتجالية والعشوائية، وعندما نتصدى بالدراسة لاْزمة من الأزمات يجب علينا أن نتبنى منهجا واقعيا ويعنى ذلك التعامل مع مختلف الأزمات على نحو محدد وغير مطلق آخذين في الإعتبار أن الأزمة تهدد شرعية المؤسسة والثقة فيها، وقد يمتد ذلك إلى قضايا أكثر تعقيدا بما يقلل من المصداقية في المؤسسة، وربما الوزارة أو المجتمع ومن ثم الدولة ذاتها. وقدرة المجتمع والدولة في معالجة الطارئة يسهم في تراجع الأمور السلبية الناجمة عن الأزمات ، مثل زعزعة رسالة المؤسسة، وتراجع المصداقية، و ما تسفر عنه الأزمة من إحداث تأثير على حياة الأفراد. وهنا يأتي دور كل مبدع للتعبير عن مدى قدرة تنول الأزمات، وتحدياتها في المجتمع والمحيط الذي نعيش فيه.

فيما قال الفنان محمود الببلاوي – قومسير معرض “مصر تتحدى الأزمات” والمشرف على الفنون التشكيلية بالجمعية المصرية لفنون الأرابيسك والمشربية: نحن الآن في عصر كورونا، وعصر سد النهضة، ومشكلة ليبيا، كل هذه الأزمات مؤثرة علينا كمصريين، ومصر بحكومتها الرشيدة تحاول اجتياز تلك العقبات بمعونة الله الذي يقف بجانبنا. وتابع: المعرض به عدد من الفنانين من مختلف الأساليب الفنية كالرسم والتصوير بالزيت، اكلريك، أشغال فنية بخامات كثيرة مع الرسم، كولاج أشغال فنية بخامة المعادن والخشب وشغل الخيوط والقماش، وأعمال من خامات متنوعة للوحة واحدة، وهناك كولاج عن طريق صورة في المجلات يوظفها الفنان في لوحة إلى جنب الألوان والرسم الخاص به. وأوضح أن كل فنان يعتز بلوحته ويراها عملا مميزا، ويحب أن يعرض ذلك في معرض ليرى استمتاع الناس بمشاهدة أعماله، فعندنا الخامات متنوعة والأساليب الفنية مختلفة والفنانين ذي توجهات متعددة، كل ذلك يحدد طابعا خاصا للفنان عن غيره، وفي مثل هذه المعارض يتحكم فينا عامل التأثير والتأثر، فمن الممكن أن أرى لوحات زملائي فأدخلها في أعمالي بعد ذلك عن طريق التأثر بشغل زملائي لإنتاج شغل مبتكر وجديد.

وأكد “الببلاوي” أن الفنان يبدع لوحته ويعرضها في المعرض ثم يغادر بعد الافتتاح، ليأتي الجمهور يشاهد اللوحة فتحدث عملية إسقاط منه على اللوحة، ليرى كيف قرأ اللوحة بفكره هو وثقافته الخاصة والذاتية، فالمتلقي يستطيع قراءة اللوحة أكثر من يد الفنان التي رسمتها.

 

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى