كتب: مصطفى قايد
صدرت حديثاً عن دار ” بلومانيا ” للنشر رواية ” الكحريتة ” للكاتب الصحفي علي حادي. الرواية واقعية وتتناول أثر ثالوث الفقر والجهل والإهمال على حياة أهل قرية في صعيد مصر، هذا الثالوث الذي طبع على معيشتهم في حقبة ماضية فأورثهم حدة الطبع والغلظة و العزلة و أتباع الخرافة .
وقد شب أبناء القرية على وجود ضريح في بطن الجبل الذي يعيشون تحت سفحه ،اتخذوا منه مقاماً يتبركون بصاحبه ، ونسجوا حوله حكايات توارثوها من الأجداد بلا دليل فلا يوجد مدفون تحت الضريح ، لكنهم اعتقدوا أن زيارة هذا المقام تحل العقد وتشفي المعتل، حتى أنه يجعل المرأة العاقر ولوداً ويبارك المولود، فصار تشد إليه الرحال من أنحاء شتى.
وكانت ” الكحريتة ” ذلك المنحدر الذي عند المقام تأتيها السيدة العاقر لتدحرجها سيدة المقام، تلك المرأة الضريرة التي صارت أيقونة الشيخ تتولى ” الكحريتة ” كما تحمل الماء من القرية إلى أزيار السقيا بجوار المقام .
وتتداول القرية حياتها القاسية الفقيرة يتعارك أهلها حيناً ويتصالحون حيناً آخر، وترى في معيشتهم غير جهل القراءة والكتابة جهل الدين، وهم غير مطلعين على شؤون الدولة و السياسة؛ فلا وسيلة إعلام ولا كهرباء تجعل عندهم تليفزيون، ذلك حتى تتغير ظروف وكان من بينهم أحد المستنيرين وابنه قادهم – مع أحداث جرت – إلى اتباع العلم وترك الخرافة وكان لذلك أثره في تغييرات أخرى في حياتهم.
الرواية هي الأولى في الصدور وللكاتب رواية تحت الطبع بالهيئة العامة للكتاب بعنوان ” عام الظلام ” تتناول أحوال وتقلبات المجتمع المصري إبان عام حكم جماعة الإخوان ، ما أدى إلى الثلاثين من يونيو.
