عاجل
مقالات وآراء

أحمد صالح السرو يكتب: أبشركم بالزوال يا آل صهيون

عندما قررت الكتابة في هذا الموضوع؛ تخلصت أولاً من العاطفة؛ وسجلت ما يراه عقلي ويقتنع به ويتوقعه؛ طبقاً لما يحيط بكل أمة أو دولة من عوامل بناء أو عوامل هدم؛ سواء الأمم والدول السابقة من آلاف السنين؛ أو ما حدث للأمم في العصور الحديثة؛ لكي أكون صادقا مع نفسي ومع قرائي؛ ولكي لا أطيل عليكم تكلمت عن نوعين فقط من الأمم والدول.

النوع الأول: وهي الأمم والدول المعمرة؛ وأخذت مصر مثالاً لها؛ واختياري لمصر ليس لأنني مصري فقط؛ ولكن لكونها أم الدنيا؛ وهي الباقية وتفنى الأمم من حولها؛ وتتبدل كتبدل أجيال البشر؛ أما النوع الثاني: وهو دول وُجِدَت على عجل؛ ولم تُبنَ لها القواعد الراسخة في الأرض؛ والتي تجعلها تتحمل ضربات الزلازل والعواصف والأعاصير العاتية؛ دول تكونت وهي جنين خارج الرحم؛ ولكن لحكمة أرادها الخالق سبحانه وتعالى وُلِدَت وبها روح؛ ولكن غير محصنة بجهاز مناعة قوي ومتعدد القوة؛ لكي يدافع عن بقائها ضد كل من يريد لها الهلاك والفناء؛ دول ليس لها جينات مرتبطة بترابها؛ ومتجذرة في جسدها وعقل كل انسان منتسب لها. بالعكس تجد التنوع والاختلاف في الثقافات والقيم والمبادئ. وفلسفة الحياة؛ ودرجة التفاعل والتعاطف مع الدولة والوطن مختلفة ومتفاوته؛ والأغلب تجد من هو مرتبط بها وهم الأقلية؛ ليس حبا لترابها؛ وإنما لتحقيق عقائد معينة توارثوها؛ فإن ثبت عدم منطقية تطبيقها تخلت عنها؛ في ثوانٍ وبحثت عن ملجأٍ آخر ووطن بديل؛ يحقق لها طموحاته.

مثلاً  الإتحاد السوفيتي مقارنة بدولة روسيا؛ هناك فرقاً شاسعاً بين دولة تكون بقرار استبدادي و استغلالا لظروف قهرت أغلب أمم العالم؛ فما كان مصيرها؛ انهارت في فترة وجيزة؛ وهي مازالت صبية؛ ولم تدرك سن المراهقة؛ ولكنها أصيبت بأعراض الشيخوخة في صباها !!؛ ولم تحميها أي قيم ولا ثقافات من إنهيارها وإعلان وفاتها رسميا؛ والمضحك أنه لم يخرج في تشييع نعشها أحد؛ولم يبكِ عليها أحد؛ وأصبحت مجرد ذكرى في كتب التاريخ للدراسة والتحليل.

لماذا نذهب بعيداً؛وتجارب الدول المصطنعة اصطناعا؛ كانت قائمة بجوارنا في بلاد الشام وفلسطين؛ وأقصد هنا الممالك الصليبية؛ والتي عَمّر بعضها أكثر من مائتي سنة؛ وفي النهاية ما هو مصيرها ؟!؛ الاندثار والفناء؛ ورحل من كانوا يُسَمَون بشعوبها إلى أرض أجدادهم دون رجعة.

لقد ضربت الأمثلة وأنا أقصد دولة إسرائيل؛ وبعيداً عن العداء التاريخي بيننا وبين الصهاينة؛ ومطامعهم التى لا نهاية لها وحلمهم في السيطرة على مقدرات الأمة العربية؛ وبنظرة منطقية للواقع والتاريخ؛ نجد أنها كدولة لا جذور لها؛ تحميها من ضربات الأزمات؛ ولا يوجد ترابط وتوحد بين دماء قاطنيها؛ ولا حب ولا ارتباط بين أرواحهم وترابها؛ إنها أوهام تم غرسها بعقول من هاجر إليها؛ وتم شحنها بوعود براقة ووهمية بأنها المدينة الفاضلة؛ وما حدث الآن وما قام به  عرب 48 – وبالمناسبة رسميا مواطنون اسرائيليون – وما أحيط بهم من تمييز عنصري؛ ومعاملتهم كمواطنين من الدرجة الرابعة؛ أعتبر أن ما حدث من انتفاضة هو أول مسمار في نعش إسرائيل؛ وما حدث لا تستطيع أحدث أسلحة في العالم؛ ولا الدعم الأمريكي الكامل؛ أن يحمي إسرائيل من أخطاره؛ تذكر أن المضطهدين في اسرائيل ليسوا عرب 48 فقط؛ ولكن هناك الجالية اليهودية الإفريقية والعربية؛ والجالية اليهودية الروسية وأوربا الشرقية؛ وفي المقدمة النخبة والتي تعتبر نفسها صاحبة الدم اليهودي النقي؛وهي الجالية القادمة من أمريكا وأوربا الغربية.

فقريبا سوف يأتي اليوم التي تنتفض فيه الجاليات المتضهدة؛ وتحرق الأخضر واليابس؛ولا توجد قوة في العالم تمنع حدوث ذلك؛ لأن حكمة الخالق أن جعل التعايش بين النقيضين مستحيلاً؛ أن تدعي الحرية وحقوق الإنسانية وأفعالك وواقعك الداخلي عكس ذلك تماما؛ أتمنى من الله أن تكون رؤيتي متمشية مع نواميس وقوانين الحياة؛ ويحدث الزوال المنطقي والمأمول لهذا الكيان الهَش؛ الذي يفتقد أدني موقومات البقاء طِبقاً لمعطيات رسوخ الأمم.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى