عاجل
مقالات وآراء

يارا رضا تكتب: حبيبة.. وحق الوصاية

شهدت كلية آداب جامعة طنطا مُنذ أيام قليلة، واقعة ليست الأولي ؛ وبالطبع لن تكون الأخيرة من نوعها؛ ولكن التوقيت هو الذي اثار الجدل؛ مع وجود اللاشئ الذي يستدعيِ كم السُخرية التي حدثت ،

حيثُ قامت بعض المراقباتِ أثناء الإمتحان بالتعدي اللفظي علي الطالبة – كنوع من التنمرِ – علي إرتدائِها فستان من وجهة نظرهُنّ خادش للحياء؛ ولا يتطابق مع أهوائهنّ الشخصية؛ التي لا تعبرُ عن أنفسهنّ فقط ،

واثارت هذه الواقعة جدلاً كبيرًا علي مواقع التواصل الإجتماعي؛ مما إلي أدي إلي فتح تحقيق قضائي عاجل؛ للوقوف علي ملابسات الحادث ؛ وإثبات حق الفتاة القانوني ،

والسؤال الذي تم طرحهُ علي المواقع الإلكترونية ، متي تم إعطاء الحق الكامل لهؤلاء المراقبات بالتدخل في هذه الأمور الشخصية؛ سواء حدث هذا الأمر في التوقيتِ الرسمي لسير الإمتحانات الجامعية أو في غيرِ ذلك؟! ، هل كان لديهُنّ علم بالقوانينِ التي تُحاسب علي الإعتداءِ علي الحريةِ الشخصية للأفراد؛

مثلما ورِدَ في القانون المصري في المادة 54 من قانون الإجراءات الجنائية : “بأن الحرية الشخصية حق طبيعي وهي مصونة لا تُمس “؛ وجميع القوانين تُحرّم وتُعاقب من يعتدي علي حُرمة الحياة الخاصة ؟!، لماذا لم يتم التفكير في الحالة النفسية التي سوف تقعُ فيها هذه الطالبة أثناء سير الإمتحانات؟!،

ولماذا لم نُطبق مقولة :” نترُك الوصايا علي الأخرينِ والحُكم بالمظاهر ونُعامل الناس بما يظهرونه من أفعالهمِ وليس مظهرهم أو مُعتقداتهم الدينية”؟! ، لماذا لم يتم تفعيل هاشتاجات وتريندات بمقولة ” دعّ الخلق للخالق “؟!؛ خاصة وأننا في مجتمع يحترم جميع الإختلافات والمُعتقدات ،

ولكن في الآونةُ الأخيرة ظهرَ بعض الناس بأسلوب فيه تطفُل لفرض التحكُم المُستبد علي الآخرينِ والتدخل في شئونِ حياتهم بطريقة لا يتقبلها أحد؛ وإظهار روح الحرب عليهم ، أري أن الفترة القادمة سوف يكون هُناك ردع كامل لمن يفرض ولايته علي الناسِ؛ ويحوّل حالتهم النفسية إلي حالة من الذعرِ والقلق؛ ويتسبب في خلقِ تشوهات نفسية لرفض التعامل مع الأخرينِ ،

فلنضع لأنفسنا حدوداً؛ ونتذكر أننا سوف نُحاسب علي التنمرِ والأذي النفسي الذي نصنعه لغيرِنّا ؛ فلا أحد يمُلك سلطة الحُكمِ علي غيرهِ ولا وصاية إلا علي نفسهِ !

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى