عاجل
أهم الأخبارمقالات وآراء

الشيخ مصطفى الأقرع يكتب.. جبر الخاطر ومراعاة المشاعر

جاء الإسلام برسالة جامعة للقيم الفاضلة، والمثل العليا، ومن تلك القيم الفاضلة قيمة جبر الخاطر فهى قيمة تنبىء عن شرف النفس، ورقة القلب.

فاماطة الأذى عن مشاعر وقلوب الناس لايقل درجة عن اماطة الأذى عن طريقهم ونحن فى هذا الزمان تشتد الحاجة إلى مواساة الناس ، والتخفيف عنهم ، وتطييب خاطرهم ،لأن أصحاب القلوب المنكسرة كثيرون.

وتطييب الخاطر لايحتاج إلى كثير جهد ، ولاكببر طاقة فربما يكفى البعض كلمة تفرحه ، أودعاء ، أوابتسامه فى وجهه.

يقول سيدنا سفيان الثورى رحمه الله: مارأيت عبادة يتقرب بها العبد إلى ربه مثل جبر خاطر أخيه المسلم.

ومواقف الجبر فى لحظات الانكسار لاتنسى ابدا.وقد دخلت امرأة من الأنصار على أمنا السيدة عائشة رضي الله عنها فى حادثة الافك وبكت معها كثيرا دون أن تنطق بكلمة فقالت أمنا عائشة : لاأنساها أبدا.
ولاشك أن جبر الخاطر قيمة أخلاقية تمتد لتشمل التكافل بين أفراد المجتمع كله فالإسلام دين لايعرف الأنانية أوالسلبية بل جعل من أفضل الأعمال فيه
أن تدخل على أخيك المسلم سروراً.
أو تقضى عنه دينا.
أوتطعمه خبزا.
أوتكشف عنه كربه.
أو تمشى فى قضاء حاجة له.

وللأسف أصيب البعض بمرض الغلظة والانتقاص الدائم لكل من حوله وكأنه ينافس على الفوز بصاحب اللفظ الجاف ، والقلب القاسى وهذا نوع من أنواع الكبر والأنانية التى لاتجلب إلا الحقد والشحناء.

أما لين الجانب الذى يجبر بالخاطر ، ويقدر من حوله ولايسفههم ، إذا غاب افتقده الناس، وإذا مرض زاروه ، وإذا مات ترحموا عليه.
أما الآخر على العكس من هذا إذا غاب ارتاح الناس من لسانه وإذا مرض تمنو له الهلاك ، وإذا مات لم يترحم عليه أحد.

فما أجمل أن ينتشر بين كافة الناس هذه العبادة المهجورة وهى عبادة جبر الخاطر ومراعاة المشاعر ونكون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى