عاجل
أهم الأخبارمقالات وآراء

الدكتور صابر حارص يكتب.. اختيار الوزراء أم اختيار المحافظين: حالة سوهاج شاهد عيان

المتابع لتشكيل الحكومة الجديدة يلاحظ صداها وجدواها في حركة المحافظين أكثر من حركة الوزراء، وربما كان مجيء بعض الوزراء محل جدل وحوار في ذات الوقت الذي يشيد فيه المواطنون بأداء بعض المحافظين من أول يوم عمل، ومحافظ سوهاج الجديد اللواء الدكتور عبدالفتاح نورالدين يمثل حالة بارزة في حركة المحافظين الجدد، الرجل أعلن عن سياسته ورؤيته وأسلوبه وقدراته بالأفعال والجهود الميدانية على أرض الواقع، ووضع يده على مثلث النهوض الذي تحتاجه مصر كلها: تشغيل المشروعات المتعثرة، تطويير المناطق الأثرية لتنشيط السياحة، تحسين خدمات الصحة والنظافة والإشغالات والعشوائيات والمستشفيات وضبط الأسعار والمرور وتخفيف العبء المالي على المواطنين

ويمكن رصد أهم المشاهد والملفات والمقترحات التي تفيد العمل المحلي والعام:

1_ القدرات التي أبداها محافظ سوهاج الجديد اللواء عبدالفتاح نورالدين فتحت شهية المهتمين بالشأن المحلي للمشاركة والمتابعة وإبداء الرأي وتقديم المقترحات والنصائح، ولفتت أنظار المواطن السوهاجي لكثافة الجهود الميدانية التي قام بها، وصنعت حالة خاصة ربما غير مسبوقة في استعادة الأمل المفقود في أي إصلاح أو تحسين للخدمات نتيجة الروتين والعمل المكتبي الذي ساد فترات طويلة

2_ كان المصريون جميعا وليس سوهاج فقط قد استسلموا وتأكدوا من استمرار الوضع المحبط الذي تدنت فيه الخدمات واستحال فيه أي إصلاح أو تطويير، ثم جاء بعض المحافظين ومنهم محافظ سوهاج ليقولوا أن تحسين الخدمات وإصلاح الأوضاع ممكنا إذا تحرك المحافظ تحركت خلفه ومثله سائر القيادات والأجهزة التابعة في كل أرجاء المحافظة، ولذلك يجب مراجعة ملف المديرين ورؤساء المدن والقرى مراجعة صادقة تسفر عن اختيار أو الإبقاء على من تتوافر فيه القدرة على العمل الميداني وتحسين الخدمات والتصدي للإهمال والفساد

3_ من الواضح أن مجتمعاتنا ليست مؤسسية أو تديرها مؤسسات، فإذا نام المحافظ نامت المحافظة ومراكزها، وإذا استيقظ المحافظ استيقظت المحافظة ومراكزها، لذا فإن اختيار الكفاءات المناسبة هو أول طريق الإصلاح والنهضة في مصر عامة

4_ اقتحم محافظ سوهاج ملفات الطرق وتحسين الخدمات والنظافة والإشغالات والعشوائيات والمستشفيات وضبط الأسعار والاهتمام بحل شكاوى المواطنين عبر لقائهم في القاعة الكبرى، فقام رؤساء المدن والقرى بتقليده كل في إطار مسئولياته، مما يعظم من شأن القيادة العليا في البلاد وأهميتها في التغيير

5_ التغييرات التي أجراها محافظ سوهاج الجديد أو سيجريها لاحقا لأي مسئول أو في المدن والقرى مصدرها دافع واحد فقط هو شكوى رجل الشارع أو المواطن من تدني الخدمات أو الإهمال، صحيح أن مصادر المحافظ متنوعة ومتعددة، لكنه يحسمها بأقرب وأسرع الطرق ميدانيا، فهو يكتشف بنفسه الحقيقة بكل يسر ودقة، ويقوم بزيارة المكان واستطلاع أراء من فيه ويقف على الحقيقة بنفسه وعلى أرض الواقع ويتخذ القرار حينها أيضا

6_ ليس هناك مجال لتربيطات أو مجاملات أو حنجلة أو مصالح شخصية يمكن أن تؤتي نفعا مع هذا المحافظ، فهو يبدو وكأنه عمل بروفة على شغل المحافظة وسلبياتها وظواهرها التي تتسم بها، وتعرف على معاناتها، وكيفية النهوض بها، ونقاط إهمالها التي تتطلب الإصلاح، لدرجة أنه وضع يده على أهم مشكلاتها الصحية وكيفية حلها وتحسين الخدمات بها من أول أسبوع عمل فيه، ولينتظر شعب سوهاج تغيرا ملحوظا بإذن الله في الخدمات الصحية، والأهم من ذلك هو اتباعه سياسة المفاجآت حتى يقف بنفسه على حقيقة الأوضاع السائدة في المناطق الصناعية مثلا، لدرجة أنه جهز زيارة ميدانية للمنطقة الصناعية بالكوثر وفاجأ الموكب كله بأن يتحرك إلى المنطقة الصناعية بغرب جرجا، حرصا منه على معرفة الحقائق والواقع

7_ لذلك ربما كانت سوهاج مهيئة الآن لأفضل حالاتها؛ فقد توفر لها محافظ شخصيته قوية، صاحب رؤية ومنهج علمي تدرب عليه في الدكتوراة التي حازها في القانون، وميول الى اتباع أسلوب الدقة والتدقيق وتحري العدل اكتسبه من العمل بوزارة الداخلية مساعدا للوزير، إضافة إلى سماته الشخصية الموهوبة في مهارات القيادة والإدارة والتواصل والتحدث والتذكر والذاكرة القوية والاستماع الجيد والاستقبال الموقر ومراعة الذوق واختيار الألفاظ، والحزم في اتخاذ القرار السليم

8_ كما توفر للمحافظة أيضا نائبا للمحافظ هو الدكتور محمد عبدالهادي الذي حسم بقوة جدلية سرعة وصوله إلى قمة المحليات في وقت قليل وعمر أقل لافتا أنظار المتابعين في سماته الشخصية، وقدراته المهنية، والخدمية، ومهاراته الاتصالية، والاستقباليه، والانسانية، واهتمامه البالغ بتفاصيل عمله، ونظرته المستقبلية الحاضرة مع الأشخاص والملفات

9_ عرف الدكتور محمد عبدالهادي كثيرا من شئون المحافظة وديوانها، وأشرف على أهم ملفاتها حياة كريمة، ونال ثقة نوابها وكبرائها، وترك بصماته على المحافظين الذين عمل معهم، حتى وثقت فيه القيادة المحلية والسياسية فجاءت به نائبا في ذات المحافظة التي كان مديرا عاما لمكتبها

10_ لهذا يمكن تحت قيادة المحافظ الجديد اللواء الدكتور عبدالفتاح نورالدين أن يكون النائب عونا وسندا وفاعلا وحاضرا في كثير من ملفات المحافظة والعمل على تحسين أوضاعها، وتنمية اقتصادها ودعم مشروعاتها وانجازاتها

11_ العمل مع المحافظ الجديد فرصة من السماء لنائبه ورؤساء المدن ومديري الإدارات والملفات داخل المحافظة خاصة في تعلم واكتساب العمل الميداني وتحقيق الإنجاز على أرض الواقع قبل العودة إلى المكتب ؛ فقد كنت من فترة طويلة أشعر أن رؤساء المدن والقرى بحاجة إلى من يعلمهم العمل المحلي الميداني الذي هو وحده أداة الإصلاح وتحسين الخدمات، ولم أتوصل وقتها إلا لطريقة واحدة يقوم فيها رؤساء المدن واحدا تلو الآخر بالعمل نائبا للدكتورة فريدة سلام الشخصية البارزة في محليات سوهاج، ينزلون معها الميدان ليروا بأنفسهم ماذا تفعل هذه السيدة الموهوبة بقدرات وسمات ومهارات، إلا أن مجيء محافظ سوهاج الجديد قدم نموذجا عاما لتعلم واكتساب مهارات تنمية العمل المحلي، وربما قبل هذا وذاك يتطلب الأمر التدقيق في مدى توافر الكفاءة والقيادة عند ترشيح واختيار الشخصيات للعمل المحلي

12_ ينتمي محافظ سوهاج الجديد إلى مدرسة نادرة في العمل المحلي تسمى العمل الميداني – شبيهة بالصحافة الميدانية التي تبتعد عن المكاتب وتعمل وسط الأحداث كشاهد عيان – تقوم هذه المدرسة على اقتحام الشوارع والأسواق والطرق والمستشفيات وكل مكان يقدم خدمة أو ينتج سلعة ليمارس عليه دور المتابعة والتقييم والرقابة وهي أهم عناصر الإدارة الناجحة

13_ ينتمي محافظ سوهاج الجديد لمدرسة نادرة تهتم بتخفيف الأعباء المالية على المواطنين، وإعطاء توجيهات لكل المراكز والمدن والقرى بعدم تحصيل أية أموال إلا بعد الرجوع إليه، مدرسة تنتمي أيضا إلى الدفاع عن المواطن وإعطائه حقه اذا سلبته منه أو تعسفت معه الإدارات أو المصالح الحكومية، والأهم هو سرعة اقتحامه للوضع الاقتصادي بسوهاج؛ فقد تفقد استراحة كبار الزوار المجلة على النيل وخرج منها بقرار استثمارها في مشروع سياحي كبير، وزار مدينة أخميم وقبل أن يخرج منها اتخذ قرار تطوير المنطقة السياحية بها وألغى الكافتيريات المحيطة بها، ووجهة برفع الاشغالات وتنظيف الطرق المؤدية إليها بحيث تدب فيها روح السياحة خاصة وأنها مدينة أثرية معروفة سياحيا

14_ ومن الملفات التي يجب أن تكون حاضرة أمام المحافظ ونائبه: المشروعات المتعثرة في المدن الصناعية الجديدة بالمحافظة، وإعداد ملف جيد للاستثمار يغري ويجذب أصحاب رؤوس الأموال عامة، ورأس المال السوهاجي خاصة، الاعتناء بمدينة الكوثر باستغلال فرصة انخفاص أسعار أراضيها ومبانيها ملف استثماري يغري المخلصين في التطوير العقاري ليقدموا للمواطنين شققا بأسعار مناسبة لمحدودي الدخل

15_ بقي أن أعلن عن تقديري لمدير مكتب المحافظ الجديد الأستاذ محمد فتحي الخبير المعروف بتاريخه الإداري المتخصص في مكاتب المحافظين، والدكتور محمد السيد مدير مكتب نائب المحافظ الذي أثبت نجاحا واخلاصا وتفاهما مع نائب المحافظ حينما كان مديرا عاما لمكتب المحافظ السابق

تحية وتقدير لشعب سوهاج المضياف الذي التف حول القيادة المحلية الجديدة بمجرد ما شعر بإخلاصها واهتمامها بالخدمات والإصلاح والتيسير على المواطنين

 

اختيار الوزراء أم اختيار المحافظين: حالة سوهاج شاهد عيان

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى