عاجل
أهم الأخبارمقالات وآراء

الدكتور محمد العرب يكتب.. المهاجرون والمعادلة البريطانية..؟

جذبتني تدوينة على منصة «X» للكاتب والناشر السعودي عثمان العمير يقول فيها: هل فشل السياسيون من أصول مهاجرة في فهم المجتمع البريطاني؟ سوناك‬ من أصول هندية هندوسي دمر حزب المحافظين وهزم في الانتخابات، حمزة يوسف‬ رئيس وزراء سكوتلندا من أصول باكستانية مسلم استقال او طرد بعد سلسلة فضائح لا تعد ولا تحصى، الوزير الأول في ويلز «رئيس الوزراء» مولود في زامبيا، مسيحي يستعد للمغادرة مع ممارسات مالية ، الثلاثة امضوا فترة قصيرة في مناصبهم قبل الطرد ؟

تدوينة العمير عميقة ولي هنا رأي، التعليق على فشل السياسيين من أصول مهاجرة في فهم المجتمع البريطاني يتطلب دراسة متعددة الجوانب تشمل الأداء السياسي، والاندماج الاجتماعي ، والسياسات المتبعة، تولى ريشي سوناك رئيس الوزراء البريطاني منصبه في فترة حرجة مليئة بالتحديات الاقتصادية والسياسية، وأعتقد انه سياساته الاقتصادية والتقشفية لم تكن ملائمة للتحديات المعاصرة، مما أسهم في هزيمة حزب المحافظين في الانتخابات الأخيرة، ومع ذلك لا يمكن تجاهل التأثير الكبير لجائحة كورونا والحرب في أوكرانيا على الاقتصاد البريطاني، مما يجعل من الصعب تحديد ما إذا كان الفشل مرتبطاً بأصوله أو سياساته بشكل خاص، هو ببساطة كان مطفئة حريق وسياسي تسيير أعمال اكثر من كونه قائد.

أما حمزة يوسف رئيس وزراء سكوتلندا من أصول باكستانية، الذي استقال بعد سلسلة من الفضائح المالية والإدارية، أعتقد أن فشله في الحفاظ على دعمه السياسي قد يعزى إلى ضعف في القيادة وإدارة الأزمات أكثر من أصوله العرقية أو الدينية، كما أن فشله في اختيار فريق حكومي مرن ومواكب أضعفه كثيرا، وبخصوص فوجان غيثنغ الوزير الأول في ويلز، المولود في زامبيا، فقد واجه تحديات مالية وسياسية أجبرته على مغادرة منصبه.

المشاكل المالية والإدارية التي لا يتحملها بمفرده لعبت دورًا أكبر في زوال دعمه السياسي مما ساهم في فشله، كل من هؤلاء السياسيين واجه مشاكل إدارية وفضائح مالية أثرت على قدرتهم في الحفاظ على مناصبهم، المجتمع البريطاني يتوقع مستوى عالٍ من الشفافية والكفاءة من القادة السياسيين، بغض النظر عن أصولهم، كما الأزمات الاقتصادية العالمية والمحلية أثرت على قدرة السياسيين في تنفيذ سياسات فعالة، لذا لا يمكن ربط الفشل السياسي لهؤلاء القادة فقط بأصولهم العرقية أو الدينية، الأزمات الاقتصادية، التحديات السياسية، وأدائهم الشخصي لعبت دورًا أكبر في تحديد مصيرهم السياسي، على الرغم من التحديات التي قد يواجهها السياسيون من أصول مهاجرة، هناك نماذج ناجحة أثبتت جدارتها وحققت نجاحًا كبيرًا في السياسة البريطانية.

على سبيل المثال لا الحصر صادق خان عمدة لندن الحالي، هو أول مسلم يشغل هذا المنصب الرفيع، من أصول باكستانية، صادق خان تمكن من الفوز في الانتخابات والتفوق على منافسيه من خلال حملته التي ركزت على النقل العام، الإسكان، والأمن، لقد أظهر قدرة عالية على التواصل مع مختلف شرائح المجتمع اللندني، مما جعله شخصية مؤثرة ومحترمة على الصعيدين المحلي والدولي وهناك البرلمانية من أصول بنغلاديشية روشنا علي وكذلك السياسية ووزيرة الداخلية من أصول هندية بريتي باتيل وحتى نجاحات ريشي سوناك نفسه في وزارة المالية البريطانية عندما كان وزيرا..!
@malarab1

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى