عاجل
أهم الأخبارمقالات وآراء

الصحافي عبدالله العبادي يكتب.. كيف تحولنا لمجتمعات كسيحة؟

في مجتمعاتنا العربية، التي لم تعي بعد مفهوم العمل، ومفهوم الضمير، حيث المؤسسات لا زالت بعيدة عن الدور المنوط بها، حيث تسيطر عقليات الإتكالية. مجتمعات لم تتأخر فقط بسبب سياسات عرجاء ولكن بسبب ورطة جماعية بئيسة.

مجتمعات عرجاء، ونخب مثقفة كسيحة، وسياسيون لا يعرفون إلا طريق المصلحة الضيقة، وأحزاب تسيطر عليها المحسوبية والزبونية وحب الكراسي والتشبث بها حتى آخر الأنفاس.

مجتمعات هُمشت فيها الكفاءات والشرفاء، واستبعدوا من أماكن القرار، وتُركت الساحة لسماسرة الوطن، وباعوا كل شيء.

عليك أن تكون منافقا ليكون لك مكان بين تجار الوطن، أن تكون سمسارا حقيرا ليحترمك السياسيون، أما الشريف والمسؤول النظيف فيتم التخلص منه في أول فرصة تتاح لهم.

كانت هناك نملة مجتهدة تشتغل في الغابة، بجد وإخلاص.. قام الأسد بتوظيف صرصور مشرف عام على أداءها فكان أول قرارات الصرصور توظيف سكرتيره لكتابه التقارير وعين العنكبوت لإدارة الأرشيف..

فرح الأسد بتقارير الصرصور وطلب منه انه يطورها.

اشترى الصرصور كمبيوتر وطابعة وعين ذبابة مسؤولة عن قسم نظم المعلومات.

النملة المجتهده كرهت كثرة الجوانب الإدارية في النظام الجديد والإجتماعات اللي كانت تضيع الوقت والمجهود.
حس الأسد إن فيه مشكله في الأداء .. قرر تغيير آلية العمل وعين جرادة لخبرتها في التطوير الإداري.

فكانت أول قرارات الجرادة، شراء أثاث جديد وتعين مساعد شخصي لمساعدتها في وضع الإستراجيات التطويرية.

بعد ما اكتشف الأسد تضخم التكلفة التشغيلية قرر يقلل النفقات. فقام بتعيين البومة مستشار مالي، وبعد ما درست البومة الوضع لمدة ثلاث شهور رفعت تقرير للأسد تقول فيه إن القسم يعاني من تكدس العمالة الزائدة.
فقرر الأسد فصل النملة..هكذا نحن في واقعنا العربي

بقلم الكاتب الصحافي عبدالله العبادي
المختص في الشؤون العربية والإفريقية

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى