عاجل
أهم الأخبارمقالات وآراء

الدكتور محمد العرب يكتب.. ارقام نتنة واشياء اخرى

تخيل…البشرية يجب أن تعمل بمعدل أسرع أربع مرات في المتوسط لضمان أن یتوافر للجمیع دورة میاه آمنة بحلول عام 2030 ،

وتخيل ايضا ان هناك 3.6 ملیار شخص بدون دورات میاه آمنة وانه لا يزال هنالك 494 ملیون شخص یمارسون التغوط في العراء ، وانه من المؤكد انه على الصعید العالمي یستخدم ما لا یقل عن 2 مليار انسان مصادر میاه شرب ملوثة بالفضلات البشرية لاسيما وان المياه الجوفیة تمثل ما یقرب من 99‎%‎ من إجمالي المیاه العذبة على سطح المخروبة وانه يوميا یموت أكثر من 800 طفل دون سن الخامسة بسبب الإسھال المرتبط بالمیاه غیر الآمنة والصرف الصحي غیر الآمن وسوء النظافة الصحية تلك ارقام رسمية تنشرها الصفحة الرسمية للامم المتحدة…!

لا اعرف لماذا الحديث عن علاقة الانسان بالمرحاض (بيت الراحة) يحيطها الكثير من التكتم رغم ان الجميع يعلم ماذا يحدث خلف الابواب الصغيرة الموصدة..؟

ورغم انه منطقيا يمكن اعتبار دقائق التحرر الوحيدة في حياة الانسان هي تلك الدقائق التي يقضيها في بيت الراحة بصفاتها المكان الوحيد الذي يتواجد الانسان فيه لمصلحتي الشخصية فقط وانه المكان الوحيد الذي تتوحد فيه الافكار مع الاحتياجات…

اقرأ ايضا:

الدكتور محمد العرب يكتب.. العملات الرقمية وقانون الدهشة

 

هناك اسئلة راقصة تدور في راسي منذ زمن بعيد ، يا ترى بماذا يفكر العظماء وهم يقضون حجتهم ، هل يفكر الفنانون بنجوميتهم وهل يفكر الرياضيون بطريقة تسجيلهم للاهداف وهل يفكر السياسيون بطريقة ادارتهم لشؤون البلاد والعباد…؟

ترى هل يقضي الاغنياء والفقراء حاجاتهم بنفس الكيفية وبنفس الراحة النفسية على افتراض ان الالية واحدة..؟
هل تختلف ميكانيكية التخلص من المفضلات في حال كان البطن ممتلئه باللحوم عن تلك التي هي نتيجة قصرية لتناول الفول مثلا…؟

هل سمعتم بفوبيا المرحاض هناك اربعة مليون مصاب به في بريطانيا وحدها ، انهم يخجلون جدا عندما يتوجهون للمرحاض..؟

ومن تناقضات البشر انه يتم تحذير السائحين الذين يصلون للمرة الأولى إلى الهند من أنهم قد يصدمون بمشاهدة الناس تتبرز في الشوارع بينما تنتشر فى تيوان مطاعم تمكنك تصميماتها الداخليه من الجلوس على مقعد المرحاض وتناول غداءك فى طبق على شكل مرحاض في اخر تقليعات المطاعم هناك…!

هناك مثل صيني قديم يقول ان المرحاض هو اهم جزء في البيت واكثرها استخداما لانك فيه فقط تشعر بالاستقلالية بينما ابتكر الهولنديون مرحاضا ناطقاً يمكنه مخاطبة مستخدمه بلغة ناعمة تزيل
عنه هموم الدنيا ويحذره من السلوكيات الضارة مثل التدخين وعدم جدوى الحروب ومعلومات عن الصحة والنظافة…!

اقرأ ايضا:

الدكتور محمد العرب يكتب.. كن عادلا ولا تكن طيبا

 

شخصيا لم اجرب ان استخدم مرحاض مصنوع من الذهب وهنا اتسأل هل يختلف الشعور ، هل يشعر من يقضي حاجته في مرحاض ذهبي بمشاعر مختلفة..؟

في زمن صدام حسين كانت جدران المرحاض المكان الوحيد الذي يستطيع فيه المواطن التعبير عن رأيه دون
ان يعاني من سياسية تكميم الأفواه شخصيا كنت اكتب بعض العبارات الغاضبة ايام الجامعة على جدران المرحاض الجامعي ان صح التعبير ..!

عندما كنت صغيرا في المرحلة الابتدائية كنت اترك رسالة على باب المرحاض ، رسالة بمثابة سؤال لاعود في اليوم الثاني لاجد اكثر من اجابة استفزت زملاء المرحلة فقرروا الاجابة الجادة احيانا و الساخرة احيانا اخرى بالمناسبة ليست الشعوب المقهورة وحدها التي استغلت جدران المرحاض للتعبير عن عن ارائهم حيث يذكر انه بعد رحيل وزيرة الخارجية الامريكية مادلين أولبريت عن وزارة الخارجية كانت مراحيض الوزارة مليئة بالشتائم الموجهة لها…!

اخيرا نحن نستعمل المرحاض 2500 مرة في السنة لذا نكون قد قضينا تقريباً 3 سنوات من اعمارنا بين جدران المرحاض

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى