عاجل
أهم الأخبارمقالات وآراء

حسام شاكر يكتب .. حفيان وسط الجزم

مقالات  ـ بوابة العرب الإخبارية

كلمات كثيرة تتبعثر بين السطور في الحديث عن الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية لدرجة جعلتني أبحث في مؤخرات التكاتك وعلى واجهات المحلات وكتابات مواقع التواصل الاجتماعي فأجد اللغة العربية غريبة بين أبنائها وأشعر كما يكتب سائقي التكتك على ظهورها بأني حفيان وسط الجزم،.

 

وقد تخيلت لغتنا الجميلة في يوم الاحتفال بها وهي تنظر إلى حالنا وتتوجع ألما بسبب ماآل إليه حالنا وحالها فإذا بها تجد اللافتات مكتوب عليها ” فلانتنينو وأشرفكو”، ايسترن كومبانى “، ” جولدن مان” وتسير في شوارعنا فتجد الكائن العجيب “توك توك ” يطير بسرعة جنونية وخلفياته تكتسي بالحكم والأمثال العامية “تركب معايا أسليك تنزل أولع فيك” فتتجه لوسائل الإعلام لعل وعسى تجد فيها مايسرها ويقر أعينها فإذا بالعامية تعلو عناوينها

 

(المانشيتات) فتصرخ بأعلى صوتها قائلة : أرى كل يوم بالجرائد مزلقاً من القبر يدنيني بغير أناة، لكن أملها لم ينقطع فربما تجد ضالتها في شبكات التواصل الاجتماعي وهنا تُقطع اللغة العربية جلابيبها وملابسها الداخلية فمارأته قد أعياها وكاد أن يهلكها حيث لغة( الفرانكو) التي لايعرف أصلها ولاجنسها أهي عامية أم شوارعية حروف أم أرقام ثم فتحت شاشة التلفاز فإذا برأسها يتحطم من الأحجار العامية والأجنبية التي تتقاذف منها فهذا “ستار أكاديمي“و” اللى بالى بالك” و “ريكلام ” وأرب جود تالانت ”

 

فقررت الانتقال إلى الأغاني فإذا بها تجد من ينادى “الحالة تعبانة مش قادرة بنكح تراب من فترة طب نعمل ايه يا أسيادنا نسرق ولا نبيع بودرة “، فهرولت مسرعة لتخرج من هذا المكان (الكحيان) عسى تجد من يرشدها فتفاجأ بمن يصيح بصوته ( أديك فى السقف تمحر أديك فى الأرض تفحر ” فخرت مغشية عليها وتجمع الناس حولها مسرعين ماذا حدث يالغتنا الجميلة فتنهدت قليلا قائلة : لقد كنا نستنكر الأصوات التى تدعوا إلى إحلال العامية محل الفصحى فى القرون الماضى

 

وكان أعلى هذه الأصوات وأشدها جرأة صوت المستشرق وليم ولكوكس، الذي كان يدعو دائمًا إلى محاربة الفصحى وإقصائها وإحلال العامية محلها، لكن الآن نحارب اللهجات العامية و اللغات الأجنبية و الألفاظ الشبابية و الفرانكو ومؤخرات التكاتك ولافتات المحلات، ثم لفظت أنفاسها الأخيرة وهي تستجير بالمجامع اللغوية والغيورين عليها وتقول بأعلى صوتها : فــلا تَكِلُـونـي للـزَّمَـانِ فإنَّـنـي . . . أَخَــافُ عَلَيْـكُـمْ أنْ تَـحِـيـنَ وَفَـاتــي.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى