عاجل
أهم الأخبار

الدكتور صابر حارص: الأزهر بحاجة إلى تكرار نموذج عبدالله رشدي

مقالات ـ بوابة العرب الإخبارية

عبدالله رشدي عالم وداعية ازهري، إمام وخطيب مسجد السيدة نفيسة،  تخصص رشدي في الرد علي مايجري في الفضائيات وشبكات التواصل الاجتماعي من جهل او هجوم علي الاسلام،  وهي  مهمة صعبة  كانت ولاتزال حتى علي مؤسستي الازهر والاوقاف نظرا لضعف المرجعية الدينية كأساس للعمل المهني وانتشار موضة الخروج علي ايات القرأن الكريم والتقليل من شأن الصحابة كمصدر رزق يقتات به بعض نجوم الاعلام وضيوفهم .

ونتيجة لذلك يقف عبدالله رشدي في ناحية ويقابله في الاتجاه الاخر علمانيين ويساريين وملحدين وباحثين عن الشهرة بأسرع الطرق، وانا لم اعرف عبدالله رشدي ولكني تعمدت الاستماع إليـه عبر مقـاطع اليوتيوب المأخوذة معظمها من الفضائيات المصرية فوجدت الرجل يتمتع بقوة الحجة والبرهان ، وفصاحة اللغة والبيان ، ومنطقية التفكير والعرض، وصحيح النقل والفهم من القرآن والسنة،  وهو الامر الذي تهاوت معه سفسطة وروغان المناظرين والمجادلين له منذ الدقائق الاولي.

سقط امامه اسلام البحيري حينما باغته بسؤال استنكاري: وهل الله يتخيل ؟ إنكارا لما ذهب إليه البحيري الذي لم يستطع الرد

سقط امامه محمد مصطفى الذي ادعي انه المسيح والمهدي المنتظر في آن واحد فباغته بسؤال : ما هي اوصاف المهدي المنتظر ؟ فصمت المدعى فسردها رشدي ثم باغته بسؤال حول معني احدى الصفات فلم يعرف المدعى فذكر رشدي معناها (( صلع في مقدمة الجبهة ))  وغيرها من الصفات التي تؤكد أن المهدي المنتظر من نسل الحسن بن علي بن ابي طالب، وأن ظهوره سيكون في ظروف يسود فيها الفسق والفجور والظلم وهجر الدين، وكلها أوصاف تثبت كذب المدعي..

وحاول شريف الشوباشي إقناع رشدي بأن الاجتهاد أًغلق في القرن الرابع الهجري بناءً علي قول علماء ذاك القرن فباغته رشدي بسؤال : من قال ذلك وما مصدرك ؟ فتلعثم الشوباشي ولجأ إلي التعميم بضع دقائق ورشدي يلاحقه مصرا علي معرفة مصدر المعلومة ، فما كان من الشوباشي إلا ان يقول احمد امين، وطبعاً احمد امين ليس من القرن الرابع الهجري ولا علاقة له بالموضوع .

وصمد رشدي أمام أحمد موسى حينما  طلب منه تكفير داعش كما يتم تكفير الغرب، فأوضح رشدي اننا نبيح دم داعش ولا نبيح دم الغرب بل نحافظ علي دم اخوتنا المسحيين في الوطن، نحن نحترم ولا نعترف، نحترم كل الاديان الأخرى ولا نعترف بها، نكفرها او ننكرها بعد نزول الاسلام، لكننا نحفظ لهم دماءهم واموالهم واعراضهم.

وفي هذا كله لاحظت ان عبدالله رشدي عالم وداعية مختلف عن النمط التقليدي لعلماء الازهر شكلا ومضموناً واسلوباً وكذلك يختلف عن الدعاة الجدد كيفاً ونوعاً ، إذ انه لم يهتم أحد منهم بالدخول في معارك اعلامية كبيرة لإجلاء الشبهات والرد علي الجهلاء وكشف الأحقاد والمعادين للدين .

تسلح رشدي بمهارات وفنون الرد والتصحيح والإقناع التي ربما فاقت مهارات اليسار والماركسيين والعلمانيين والإلحاديين، فقد ارتدى رشدي البدلة والتيشيرت، واجاد استحدام شبكات التواصل الاجتماعي ونجح في توظيفها، وبرع في محاصرة المراوغين والفارين من معلوماته الموثقة

وهو الامر الذي أزعج ويزعج المخالفين له كثيراَ ويدفعهم إلي التربص به، ومحاولة إسقاط بعض التهم عليه وتفسير تغريداته على تويتر بما لا تحمله، ومحاولة النيل من علاقته بالأزهر والأوقاف باستخدام أسلوب افتعال الأزمات وإثارة الخوف والفتنة والتي غالبا ما يتصدى لها رشدي على الفور قبل استفحالها…

يأتي عبدالله رشدي في ظرف مناسب جداً، كثر فيه اللغط في الدين والتشكيك في معجزات الرسول صل الله عليه وسلم، والتضليل من شأن الصحابة، ورغبة بعض الاعلاميين والكتاب الجامحة في المزايدة علي الازهر الشريف ودوره في مواجهة الارهاب الامر الذي دفع رشدي إلي الدخول في تحدي مع احمد موسى قائلاً له : اتحدى اذا كانت هناك كاميرا واحده انتقلت إلي مشيخة الازهر وهيئاته ومجمعه البحثي، وأن هناك مجلدات في مواجهة فكر التطرف والتكفير  لم يصل إليها  الاعلام المصري في الوقت التي يطلبها العالم الاسلامي كله من الازهر .

إن مروراً يسيراً علي اليوتيوب سوف تكتشف  ان للأزهر  علماء ودعاة وأساتذة اعلام سايروا تطورات العصر، ونبغوا في استخدام التكنولوجيا واجادو مهارات الحوار

ولعل رشدي كعالم شاب واحدا منهم باتت تخشاه وتستضيفه في ان واحد الفضائيات ونجومها لأنه يملك المضمون والبرهان والإقناع والقدرة علي الدفاع.

ليت الأزهر جامعة ومشيخة تخصص مبادرة لاحتواء رشدي وأمثاله ليكونوا بمثابة مكتب او مركز أو فريق إعلامي يتولى التصدي لشبهات وسقطات وشطحات وأحقاد تأتي من هنا وهناك للنيل من الأزهر وعلومه.

دكتور :صابر حارص

أستاذ الإعلام بجامعة سوهاج

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى