عاجل
أهم الأخبارالعالم العربي

توابع طوفان الأقصى.. صراع القط والفأر بين إيران وإسرائيل يشتعل في سوريا

كتبت: صفية الدمرداش

يبدوا أن عمليات “طوفان الأقصي” التي شنتها الفصائل الفلسطينية في غزة ضد إسرائيل،السبت الماضي، أربكت السلطات الإسرائيلية وأفقدتها توازنها الدولي لقيامها بقصف مطارا دمشق وحلب تزامنا مع زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى دمشق، في محاولة منها لتوجيه أصابع الاتهام نحو إيران باعتبارها الداعم الأساسي للفصائل الفلسطينية المسلحة وحزب الله في لبنان.

ووسط تصاعد حدة الصراعات التي تشهدها المنطقة بين فلسطين وإسرائيل للاسبوع الثاني علي التوالي، يرتفع سقف مخاوف القوى بالمنطقة من اندلاع حرب إقليمية تشتعل في سوريا المتوقع لها أن تكون الملعب القادم لما يسمي بـ”معركة القط والفأر”بين إيران وإسرائيل.

ومع تورط إيران في دعم الجماعات المسلحة في سوريا والتي تشكل تهديداً لإسرائيل من الناحية الحدودية الجنوبية لسوريا والسماح بالاقتراب من الجبهة الداخلية لإطلاق الصواريخ والضغط على إسرائيل بالتعاون مع حزب الله اللبناني الذي يلجأ إلي سياسة التضليل والإنكار دون الأخذ في الاعتبار العواقب التي يتجرعها الشعب السورى في دير الزور الذي يشهد هجوم العناصر الإسرائيلية واغلاقها المعابر النهرية بين قوات سورية الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية على الضفة الشرقية لنهر الفرات وقوات النظام والقوات المدعومة من إيران على الضفة الغربية.

ومن جانبه حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إيران من محاولة تأجيج التوترات والصراعات بالمنطقة ودعم القوات المسلحة في حماس، قائلا:” نحن ندرك أن أسلحة من إيران وصلت إلى غزة، وأن السيطرة على البحر صعبة، وندرك الروابط القائمة بين حزب الله وإيران”علي حد قوله.

كما دعا حزب الله في لبنان من محاولة الدخول في النزاع بين اسرائيل وحماس، وضرورة ضبط النفس لتجنب فتح جبهة ثانية في المنطقة سيكون الشعب اللبناني الضحية الأولي في تلك الحرب؛ ومن جانبه حذر حسين أمير عبد اللهيان – وزير الخارجية الإيراني – إسرائيل من مواصلة هجماتها على قطاع غزة، مؤكدا أن الحرب قد تتوسع إلى أجزاء أخرى من الشرق الأوسط في حال انضمام حزب الله إلى المعركة، ما سيجعل إسرائيل تعاني من “زلزال ضخم”.

وأكد وزير الخارجية الإيراني،في تصريحات صحفية، أن حزب الله في لبنان انتهى من وضع ودراسة جميع سيناريوهات الحرب المرتقبة، ليصبح أمام إسرائيل فرصة واحدة وهي وقف هجماتها على غزة والمدنيين في أسرع وقت اندلاع الحرب الكبرى لتدمير إسرائيل بأكثر من 150 ألف صاروخ وقذيفة، بما في ذلك صواريخ موجهة بدقة يمكنها ضرب أي مكان داخل تل أبيب، فضلا عن الطائرات المجهزة والتي تضم آلاف المقاتلين الذين شاركوا في الصراع السوري المستمر منذ 12 عامًا بخبرة واسعة.

وبدورها أعلنت وزارة الدفاع السورية، شن سلاح الجو الاسرائيلي استهداف مطار حلب شمال البلاد للمرة الثانية خلال 48 ساعة من اتجاه البحر المتوسط غرب اللاذقية مستهدفاً مطار حلب الدولي، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية بالمطار وخروجه من الخدمة مرة أخرى جراء عمليات القصف الإسرائيلي علي أراضيها والذي تعتبره “عدوانا” على سيادتها طالبت سوريا الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بالتحرك لإلزام إسرائيل الكف عن استهداف أراضيها؛ وسط غيوم المشهد القادم للاحداث في المنطقة ترتفع التكهنات حول إمكانية سوريا الدخول في حرب ضد إسرائيل أم محاولة استخدام قوى الصراع بالمنطقة لأراضيها في فتح جبهة جديدة ضد إسرائيل في ظل التحكم الإيراني والمجموعات المسلحة التي تدرك أن دمشق لا تتحكم بكامل أراضيها في ظل الرئيس بشار الأسد الذي يسعي لحمايه نفسه ونظامه فقط وهو ما تدركه إسرائيل أيضاً.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى