عاجل
أهم الأخباراقتصاد

عروس إفريقيا تنزف فوق رمالها البيضاء.. الجنيه السوداني يحتضر أمام الدولار

كتبت: صفية الدمرداش

لم تعد الليلة أشبه بالبارحة في حياة السودان عروس افريقيا التي تنزف الدماء فوق رمالها البيضاء وسط المعارك السياسية والأمنية بين قوات الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، التي تسعي لفرض سيطرتها علي سيادة الخرطوم

وما اسفرت عنه تلك المعارك من سقوط أكثر من 7500 قتيل ونزوح ولجوء أكثر من خمسة ملايين سوداني وفقا لتقارير الامم المتحدة.

ووسط تجاهل قوى الصراع الي الدعوات الدولية والإقليمية لوقف إطلاق النار والعودة إلى مفاوضات الحوارالوطني للانتقال بالبلاد لمرحلة جديدة قبل فوات الأوان، تفاقمت الأزمة الاقتصادية التي تكبد السودان خسائر تجاوزت 100 مليار دولار منذ اندلاع الحرب منتصف أبريل الماضي من عام 2023حتى الأن،

واستمرار زلزال الهبوط المخيف في سعر صرف الجنيه السوداني الذي يتجه بقوة ليعادل 1000 جنيه مقابل الدولار الواحد. ومع مطلع الشهر السابع من الحرب الأهلية التي لم يحسم اطرافها الفوز بعد، ارتفعت الخسائر البشرية جراء عمليات التدمير والنهب والسرقة التي تتعرض لها البنية التحتية للصناعة في غياب الأمن، وتعطيل حركة التجارة التي أدت لارتفاع معدلات التضخم الذي انعكست أثاره مباشرة على ارتفاع أسعار المعيشة والسلع الاستهلاكية ودخول نحو 40 مليوناً مواطنا في دائرة الاحتياجات للمساعدات الإنسانية.

من جانبه، توقع صندوق النقد الدولي في تقريره حول “أفاق الاقتصاد في منطقة الشرق الأوسط ووسط أسيا” تراجع نمو السودان لعام 2023 بنسبة 18 %، وارتفاع مستوى الدين الخارجي الذي تجاوز 60 مليار دولار من أصل دين لا يتجاوز 17 مليار دولار فقط، وضعف الصادرات إلى مستوى 4 مليارات دولار سنوياً منها عائدات الذهب التي تمثل وحدها النصف ما يؤكد ضعف الاقتصاد قياساً ودخول السودان لنفق مظلم هالك لا سيما في ظل الطبيعية الضخمة التي لم تستغل بالشكل المطلوب وأحد فضلاً عن موقعها الاستراتيجي بالقارة السمراء.

وتوقع البنك الدولي أن يشهد الاقتصاد السوداني مزيد من الانكماش بنسبة 12% للعام المالي الحالي 2023 جراء توقف عجلة الإنتاج في العاصمة الخرطوم التي تعتبر الثقل الاقتصادى وخروج نحو 400 منشأة تعمل في مجال الصناعات الغذائية والدوائية ومختلف المجالات الحيوية بالعاصمة خلال ١٨٠ يوما من توقف لعجلة الإنتاج.

فيما حذر اقتصاديون من استمرار تداعيات الاحداث وتاثيرها علي الاقتصاد السوداني الذي يواجه مصير مظلم وهلاك حتمي مع استمرار انخفاض العملة الوطنية مقابل العملات الأجنبية، وزيادة نسبة استيراد السلع من الخارج بالدولار الأمريكي الأمر الذي ينعكس علي ارتفاع أسعار المواد الأساسية والوقود والدواء لمرضي الامراض المزمنة والسرطان، بسبب سوء التخطيط والإدارة للموارد المالية والاقتصادية من قبل الحكومة التي تفتقر إلى آلية تحديد سعر صرف الجنيه أمام العملات الأخرى من ناحية، وعجز موازنة الدولة وضعف سياسات البنك المركزي في نظام سعر الصرف من ناحية أخرى.

ومع توقف عجلة الإنتاج المحلي عن تلبية نسبة كبيرة من حاجة السكان للاستهلاك اليومي، يلوح الصراع السياسي بظلاله السوداء علي القطاع الزراعي الذي يمثل40 %من إجمالي الناتج المحلي وتوفيره 80 % من الوظائف بالسودان في زراعة القمح والبلح باعتباره يحتل المرتبة السابعة على قائمة منتجي البلح في العالم إذ يوفر 460 ألف طن منه كل عام، وفق منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو).

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى