داعش صناعة القرآن
إعتقادنا بألوهية النص القرآني وقداسته لا يتعارض مع قولنا أن نصوص القرآن قابلة ومؤهلة لكي تُفَسَّر تفسيراً صنع وما زال يصنع متطرفين يتجاوزون حدود القيم الإنسانية .
فليس طعنا بقداسة القرآن وألوهيته حينما نقول بأن نصوص القرآن أنتجت مسلمين مؤمنين قلوبهم أقسى من الحجارة وعقولهم أيبس من الخشب قد مارسوا كل وحشيتهم إستناداً إلى دلالة الظاهر من نصوصه .
فلا نستطيع القول بأن كتيبة الإنتحاريين من الدواعش والخمينيين هم منافقون وكذابون ودجالون لأن الدجال والكذاب والمنافق لا يفكر مطلقا بتفجير نفسه من أجل مواقفه وأفكاره ، فكتيبة الإنتحاريين من الخمينيين والدواعش هم مجرمون لكنهم مقتنعون بشرعية إجرامهم ، وهم وحوش لكنهم عندهم يقين بشرعية وحشيتهم ، والذي أقنعهم بشرعية فعلهم الإجرامي وعملهم الوحشي هو تفسير فقهائهم الخاطئ للنصوص القرآنية .
معنى ذلك بوضوح جداً بأن النصوص القرآنية مؤهلة لكي يجري تفسيرها مجرى ما يصنعه الإنتحاري الداعشي والخميني ، فلا نطعن مطلقا بقداسة النص القرآني حينما نقول عنه إنه مؤهل وقابل لكي يستند عليه المسلم حينما يريد البناء وحينما يريد الهدم والتدمير ، وحينما يريد عمارة الارض وحينما يريد إفسادها وتخريبها ، فنصوص القرآن مفتوحة لكي يجري تفسيرها بصورة ظلامية تصنع ظلاميين وبصورة نورانية تصنع معتدلين ، والقول بأن المتطرفين الوحوش الخمينيين والإسلاميين ليسوا من صناعة النصوص القرآنية قول ليس فيه وجه من الصحة .
…….
الشيخ حسن سعيد مشيمش